نيرماه ج. رينا | مدونة أفاست

التحرش عبر الإنترنت مشكلة خطيرة يمكن أن تؤثر على أي طفل لديه إمكانية الوصول إلى الإنترنت. إن فهم كيفية حدوث ذلك وكيفية منع حدوثه أمر بالغ الأهمية للحفاظ على سلامة أطفالك.

نحن نعيش حياتنا في عالمين: العالم الحقيقي والعالم الرقمي. نتواصل عبر الإنترنت طوال الوقت. تحتوي معظم الوظائف، إن لم يكن كلها، على مكون ويب على الأقل. الإنترنت ضرورة للمدارس والكليات. حتى الأجهزة اليومية يمكن توصيلها بشبكة واي فاي.

من المتوقع أن يعيش هذا الجيل من الأطفال والأجيال القادمة ويتفاعلون مع الناس عبر الإنترنت أكثر من أي وقت مضى. ومع وضع هذا في الاعتبار، يتعين علينا حمايتهم، ليس فقط من خطر الغرباء المعتاد، ولكن أيضًا من التحرش عبر الإنترنت.

ما هو التحرش عبر الإنترنت؟
التحرش عبر الإنترنت هو العملية التي يقوم من خلالها شخص بالغ بتكوين صداقات وبناء علاقة عاطفية مع طفل عبر الإنترنت، بقصد الاعتداء عليه أو استغلاله جنسياً.

تحذر تقارير مختلفة من الانتشار المتزايد والتأثير الكبير لهذه القضية. على سبيل المثال، أفاد تقييم التهديدات العالمية لعام 2023 الذي أجراه المركز الوطني للأطفال المفقودين والمستغلين بزيادة مذهلة بلغت 87% في مواد الاعتداء الجنسي على الأطفال منذ عام 2019.

كيف يبدو التحرش بالأطفال عبر الإنترنت؟
تتبع عملية التحرش عبر الإنترنت عادة عدة مراحل، كل منها مصممة لبناء الثقة والتلاعب بالطفل. ومن المؤسف أن التقارير أشارت إلى أن 60% من الجناة معروفون للضحية، مما يضمن سهولة الوصول إلى الأطفال.

الاستهداف
يسعى المتحرشون إلى العثور على الضحايا المحتملين من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو منصات الألعاب أو غرف الدردشة.

ما قد تراه: طلبات صداقة جديدة من بالغين غير معروفين، أو اهتمام مفاجئ بألعاب أو تطبيقات جديدة.

ارتباط
يبدأ المتحرشون ببناء علاقة من خلال تقديم الاهتمام أو المجاملات أو الهدايا.

ما قد تراه: الدردشة المفرطة مع "أصدقاء" جدد، أو تلقي هدايا غير مرغوب فيها أو رصيد ألعاب.

اختبار الحدود
يبدأ المتحرش بجعل الطفل غير حساس تجاه المحتوى غير المناسب.

ما قد تراه: مشاركة النكات أو الصور غير اللائقة إلى حد ما، ومناقشة الأمور الشخصية أو الخاصة.

عزل
يشجع المتحرش الطفل على قطع التواصل مع الآخرين الذين قد يتدخلون.

ما قد تراه: زيادة السرية حول الأنشطة عبر الإنترنت، والتردد في مناقشة الأصدقاء أو التفاعلات الجديدة.

إضفاء الطابع الجنسي
يقوم المتحرش بإدخال المحتوى والمحادثة الجنسية تدريجيًا.

ما قد تراه: اكتشاف رسائل أو صور صريحة أو طلبات للحصول على صور غير مناسبة.

التحكم
يمارس المتحرش سيطرته على الطفل - في كثير من الأحيان باستخدام التهديد أو الابتزاز.

ما قد تراه: علامات الضيق، والانسحاب من العائلة والأصدقاء، والخوف غير المبرر من الوقوع في المشاكل.

علامات التحرش عبر الإنترنت
قد يظهر الأطفال سلوكيات مختلفة عند تعرضهم للتحرش، وقد تختلف هذه السلوكيات حسب الفئة العمرية. فقد يغري المتحرشون عبر الإنترنت الأطفال الصغار بهدايا غير مبررة وأجهزة جديدة مع تعزيز السلوك السري. ومن ناحية أخرى، تشمل علامات المراهقين تقلبات المزاج، والانسحاب من الأنشطة المعتادة، والإفراط في استخدام الأجهزة في الخفاء.

وفيما يلي بعض العلامات التي يجب الانتباه إليها:

• التغيير المفاجئ في السلوك أو الروتين

• النشاط السري على الإنترنت
• جهات اتصال أو أصدقاء جدد غير مبررين
• تلقي الهدايا أو الأموال من مصادر غير معروفة
• الضيق العاطفي بعد استخدام الإنترنت

نصائح للمساعدة في منع التحرش بالأطفال عبر الإنترنت
تبدأ الوقاية بالتوعية واتخاذ التدابير الاستباقية. وفيما يلي بعض الاستراتيجيات :

حافظ على التواصل المفتوح. تحدث بانتظام مع أطفالك حول أنشطتهم على الإنترنت.
استخدم أدوات الرقابة الأبوية. استخدم برامج لمراقبة استخدام طفلك للإنترنت والحد منه.
تثقيف الأطفال حول السلامة على الإنترنت. علم أطفالك عن مخاطر مشاركة المعلومات الشخصية عبر الإنترنت.
راقب قوائم الأصدقاء. تحقق بانتظام من الأشخاص الذين يتفاعل معهم طفلك عبر الإنترنت.
ضع حدودًا. حدد قواعد لاستخدام الإنترنت، بما في ذلك حدود الوقت والتطبيقات ومواقع الويب المعتمدة.
استخدم برامج الأمن السيبراني. ساعد في الحفاظ على أمان أجهزة طفلك وحساباته باستخدام الحماية الإضافية عبر الإنترنت .
ماذا تفعل إذا كنت تعتقد أن طفلك يتعرض للتحرش عبر الإنترنت
إذا كنت تشك في أن طفلك يتعرض للإغراء، تصرف بسرعة وحسم:

حافظ على هدوئك وتعامل مع طفلك بعناية وتفهم.
اجمع الأدلة . احفظ أي رسائل أو رسائل بريد إلكتروني أو أي دليل آخر على التحرش.
أبلغ عن ذلك. اتصل بالسلطات المحلية، أو خدمات حماية الطفل، أو مكتب التحقيقات الفيدرالي .
اطلب الدعم. ابحث عن مستشار أو مجموعة دعم لك ولطفلك.
الحفاظ على سلامة أطفالك عبر الإنترنت
تتطلب سلامة طفلك على الإنترنت اليقظة والأدوات المناسبة. ناقش السلامة على الإنترنت بانتظام، وكن على تواصل مع حياته الرقمية، واستخدم أدوات السلامة القوية على الإنترنت . من خلال البقاء على اطلاع واستباقية، يمكنك المساعدة في حماية أطفالك من التحرش عبر الإنترنت والتهديدات الرقمية الأخرى.