• 06/03/2023
  •  https://dg.samrl.org/l?a4733 
    مشروع الحقوق الرقمية يختتم ندوته التاسعة عن الحسابات الزائفة على منصات التواصل الاجتماعي
    الحقوق الرقمية |

    اختتم مشروع الحقوق الرقمية بمنظمة سام، أمس الأحد، ندوته التاسعة عن ظاهرة الحسابات الزائفة على منصات التواصل الاجتماعي، ضمن المشروع الذي تنفذه المنظمة بالتعاون مع إنترنيوز.

    وشارك في الندوة، كل من المختص بالمجتمعات التقنية والتقنيات الاجتماعية، نبيل البيضاني، والناشط في الحقوق الرقمية، فهمي الباحث، الأستاذ بجامعة سوديرتورن ستوكهولم، الدكتور وليد السقاف، وأدارت الندوة الناشطة غدير الصلوي.

    حسابات غير حقيقية ومخاطر حقيقية

    المختص بالمجتمعات التقنية، نبيل البيضاني، ابتدر النقاش بالحديث عن استخدام منصات التواصل الاجتماعي في حملات التزييف والخداع والتجنيد السياسي، ونشر الدعاية ونظريات المؤامرة،من قبل كافة الفاعلين بما فيهم الحكومات والأحزاب والجماعات الأيديولوجية، وأردف بالقول إن هذه الفواعل تستخدم المنصات الاجتماعية لقمع المعارضين وتشويه سمعتهم، مما يؤدي إلى خطاب مشحون بالاستقطاب، مستشهدا بما خلصت إليه الأبحاث والدراسات في هذا الشأن.

    وأضاف أن منصات التواصل الاجتماعي لعبت دورا بارزا في تشكيل الرأي العام وصارت منبرا لمختلف الفاعلين والأحزاب والجماعات لنشر معلومات كاذبة ودعاية ونظريات مؤامرة تؤدي إلى تشويه الرأي العام، مشيرا إلى ما ذكره التقرير الصادر عن مشروع الحقوق الرقمية، من أن أعضاء الجماعات السياسية يمارسون الدعاية والدعاية المضادة، ونشر أفكار متعصبة تؤدي إلى رفع وتيرة الانقسام الاجتماعي، والمناطقي.

    وأشار البيضاني إلى أن الأمية الرقمية لعبت دورا بارزا في انتشار المعلومات الخاطئة على وسائل التواصل الاجتماعي، في الشرق الأوسط عموما، معتبرا أن هذه الثقافة المحدودة هي أحد أهم الأسباب التي ساهمت في تفشي ظاهرة الذباب الإلكتروني، ولن تتوقف الظاهرة طالما والأمية الرقمية موجودة. 

    من جانبه، أشار الناشط في الحقوق الرقمية فهمي الباحث إلى أن الحسابات الزائفة انتشرت  في اليمن خلال الثلاث سنوات الأخيرة بشكل كبير للغاية، وما يثير الأسف أن حسابات وهمية أصبحت مصدرا للأخبار، حيث يقوم بعض الصحفيين، على سبيل المثال بالتقاط صورة (سكرين شوت) لمحتوى التغريدة ونشرها، فيما هي منشورة من حساب وهمي.

    دور المنصات الاجتماعية لا يرقى لحجم المشكلة

    يرى المختص بالتقنية الاجتماعية، نبيل البيضاني، أن منصات التواصل الاجتماعي حتى اللحظة لا تعمل بمنهجية واضحة وشفافة فيما يتعلق بإطلاع المستخدم على آليات التعرف على الحسابات الزائفة، محملا إدارات المنصات مسؤولية التصدي للذباب الإلكتروني.

    ويذكر رئيس جمعية الإنترنت اليمنية الأسبق، وليد السقاف أن تأسيس ميتا Meta لمجلس حكماء فيسبوك، أعطى الشركة إمكانية مراجعة قراراتها، والنظر في الحالات التي تندرج ضمن خانة الذباب الإلكتروني المدفوعين بأجندة جهات ممولة، لكن هذه العملية لن تكفي لأن عدد الحالات المنظورة قليلة مقارنة بالكم الهائل من الانتهاكات التي تحدث.

    وأشار إلى أن هناك نقص كبير في تمثيل اليمن في المحافل الدولية المعنية بالأمن الرقمي، كـ منتدى حوكمة الإنترنت Internet Governance Forum، مشددا على ضرورة أن يتم ربط منظمات المجتمع المدني والهيئات الحكومية والنشطاء والأكاديميين، في اليمن بمنصات التواصل الاجتماعي عبر هذه المنتديات حتى يكون لها ثقل.

    وأورد الناشط فهمي الباحث، (وهو أحد المعتمدين في تقديم البلاغات لدى فيسبوك)، أن الحالات التي تنظر فيها ميتا Meta  محدودة، حيث أنها (إدارة فيسبوك) تركز على التأثير بعيد المدى، منوها بأن فيسبوك سرحت في الأشهر الأخيرة عدد كبير من الموظفين من ضمنهم أشخاص كانوا يعملون في (برنامج الشركاء الموثوقين) وهو ما أدى إلى بطء في استجابة الشركة لحالات الإبلاغ.

    وتابع: على الرغم من الجهود التي تبذلها إدارات المنصات، إلا أنه من غير الممكن القضاء الحسابات الوهمية بشكل جذري لأن البشر يطورون أكثر من أسلوب للتلاعب والتحايل، مشددا على أن التأمين الشخصي للحساب يبقى الإجراء الحاسم والأهم قبل أي شيء آخر. 

    شبكة الويب.. لا أمان مطلق

    يجادل البيضاني بأن بيئة الإنترنت لا يوجد فيها أمان مطلق مهما كان عدد إجراءات الحماية المتبعة، ويخاطب المستخدم بالقول: ينبغي عليك ألا تثق في التقنية، فالحكومات لديها المقدرة على كشف كل شيء.

    ويرى الأستاذ بجامعة سوديرتورن ستوكهولم، وليد السقاف، أن تقنيات التهكير والانتحال والتزوير وغيرها من الجرائم الإلكترونية، ستزيد وتيرتها ولن تخمد، ولا يمكن أن يكون المستخدم على جاهزية مطلقة للتصدي للجرائم الإلكترونية، ويضيف أن طبيعة شبكة الويب لا يمكن فيها السيطرة على المعلومات، وهو ما يستدعي وضع إجراءات للوقاية من المخاطر التي قد تؤدي إلى محو البيانات والاستيلاء عليها بالإضافة إلى انتحال الشخصية.

    الحلول الممكنة
    وعن الحلول المقترحة، قال البيضاني إن على المنظمات الدولية الحكومية صاحبة القرار ومنظمات حقوق الإنسان المتصلة أن تتحدث مع الحكومات بشأن وضع لائحة لمحاسبة ومعاقبة كل من ينتحل شخصية الآخرين، وأن يكون هناك نص في القانون بهذا الخصوص. كما يجب القيام بعملية التشبيك إلكتروني بين نشطاء حقوق الإنسان عموما وليس العاملين في المجال التقني فحسب، لمناقشة سبل التصدي لظاهرة الحسابات الوهمية.

    وذكر الناشط فهمي الباحث أن هناك دور ينبغي القيام به يتمثل في ضغط المنظمات على منصات التواصل الاجتماعي من أجل إيجاد حلول للمشكلة، كما أن المجتمع له دور كبير في مكافحة الظاهرة سواء بالإبلاغ أو بتجنب الانجرار وراء الحسابات الوهمية والتفاعل معها.

    وينوه الأكاديمي وليد السقاف، بضرور اعتماد إدارات منصات التواصل الاجتماعي، على الوسطاء البشريين والتشبيك معهم، بهذا الخصوص، من منطلق مسؤوليتها في حماية المستخدمين، مسترسلا: لفترة طويلة تم تجاوز هذا الأمر ولم يكن هناك تركيز كبير على أهمية أن تقوم هذه الشركات بحماية المعلومات الخاصة بمستخدمي هذه المنصات.

    ويضيف: هناك أمور يمكن إجراؤها على مستوى الأبحاث والدراسات الميدانية، حول الظاهرة وآثارها، وتحديد الثغرات الثغرات يمكن أن نقوم بمعالجتها، لأنه في حال لم ندرك المشكلة فمن الصعب معالجتها، مبديا أمله بأن تعمل منظمة سام على وضع برنامج/ مشروع لعمل دراسات ميدانية، ومن ثم إقامة حلقات وورش عمل لمحاولة إيجاد الفرص وإصلاح ما يمكن إصلاحه، ووضع آليات لتجنب المخاطر الكبرى التي قد تحدث في المستقبل، لا سيما أن تقنيات التهكير والانتحال والتزوير وغيرها من الجرائم الإلكترونية، ستزيد وتيرتها ولن تخمد.

    ويتابع: لا بد أن تتكاتف الحكومات مع منظمات المجتمع المدني، وأن تقوم بدورها تجاه المواطنين الذين يتعرضون لهذه الانتهاكات، بما لديها من قدرة على الوصول إلى إدارات المنصات الاجتماعية بشكل أسرع من منظمات المجتمع المدني، وأخيرًا: علينا كمواطنين أن نكون واعيين، وأن نستشعر الإشارات التي تظهر لنا قبل وقوع الهجمات علينا، وأن نحرص على تعزيز إجراءات الأمان والحماية .

    يشار إلى أن فريق الحقوق الرقمية في منظمة سام، أصدر منتصف فبرايرالماضي، تقريره التاسع عن ظاهرة انتحال الهوية الرقمية في اليمن -ضمن المشروع الذي تنفذه المنظمة بالتعاون مع إنترنيوز- وما يكتنفها من مخاطر وتبعات تلقي بظلالها على الأفراد والمجتمع ككل.

     

    رسائل شكر

    أشكر مشروع الحقوق الرقمية بمنظمة سام على هذه الانتقالة الرائعة في التقرير، وآمل أن يتحول الموضوع إلى الغوص في استكشاف الظاهرة.

    • نبيل البيضاني

    شكرا لمنظمة سام، على اهتمامها في الأشهر الأخيرة بالمواضيع المتعلقة بالحقوق الرقمية

    • فهمي الباحث

    أشكر منظمة سام على تنظيم الندوة في هذا الوقت الذي تعاني فيه اليمن من تدني الوعي وعدم إدراك للمخاطر المترتبة على استخدام شبكات التواصل الاجتماعي.

    • وليد السقاف


  •  
    جميع الحقوق محفوظة لمنظمة سام © 2023، تصميم وتطوير