• 22/06/2024
  •  https://dg.samrl.org/l?a5297 
    مجلس الأمن يناقش التهديدات المتصاعدة في الفضاء السيبراني وتسليح الأدوات الرقمية
    الحقوق الرقمية |

    أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أهمية التعاون الدولي من أجل التصدي للتهديدات المتصاعدة في الفضاء السيبراني، والجرائم السيبرانية، وتسليح الأدوات الرقمية، مسلطا الضوء على التطورات السريعة في التكنولوجيا الرقمية وتأثيراتها التحويلية على الاقتصادات والمجتمعات في جميع أنحاء العالم. 

    جاء ذلك خلال حديثه في مناقشة رفيعة المستوى عقدها مجلس الأمن الدولي، الخميس الفائت، بعنوان: "صون السلام والأمن الدوليين: التصدي للتهديدات المتطورة في الفضاء السيبراني".

    وقال الأمين العام إن هذه هي المرة الثانية فقط التي يعقد فيها مجلس الأمن جلسة رسمية بشأن هذه القضية، داعيا إلى دمج الاعتبارات المتعلقة بالإنترنت في قرارات مجلس الأمن الحالية. كما دعا إلى اتخاذ تدابير وقائية، وأطر تتماشى مع حقوق الإنسان، ومعاهدة الجرائم السيبرانية المقبلة للتخفيف من المخاطر وتعزيز المرونة السيبرانية العالمية، مؤكدا على الدور المحوري للجهود متعددة الأطراف في حماية السلام والأمن الدوليين.

    على الرغم من أن التطورات السريعة في التقنيات الرقمية، تعمل على إعادة تشكيل الاقتصادات والمجتمعات على مستوى العالم من خلال تسهيل الاتصال الفوري وتعزيز التعاون والوصول إلى المعلومات والنمو الاقتصادي، إلا أن هذا الترابط يكشف أيضا عن نقاط ضعف، مما يعرض الأفراد والمؤسسات والدول للتهديدات السيبرانية، وفقا للأمين العام.

    وأضاف أن التكامل المتزايد بين الأدوات الرقمية وأنظمة الأسلحة، بما فيها الأنظمة المستقلة، تجلب نقاط ضعف جديدة، مشيرا إلى أن إساءة استخدام التكنولوجيا الرقمية أصبح أكثر تطورا وخفية.

    وأوضح الأمين العام أن البرامج التي يتم استخدامها بهدف الحصول على الفدية تعد أحد الأمثلة المؤلمة - فهي تمثل تهديدا كبيرا للمؤسسات العامة والخاصة والبنية التحتية الحيوية التي يعتمد عليها الأشخاص. وفقا لبعض التقديرات، وصل إجمالي مدفوعات برامج الفدية إلى 1.1 مليار دولار أمريكي عام 2023. 

    ولكن ما هو أبعد من التكاليف المالية، وفقا للأمين العام، هو "التكاليف التي يتحملها سلامنا وأمننا واستقرارنا المشترك - سواء داخل البلدان أو فيما بينها. فالأنشطة الضارة التي تقوض المؤسسات العامة والعمليات الانتخابية والنزاهة عبر الإنترنت تؤدي إلى تآكل الثقة وتأجيج التوترات، بل وتزرع بذور العنف والصراع".

    فرصة مذهلة
    توفر التكنولوجيا الرقمية فرصة مذهلة لخلق مستقبل أكثر عدلا ومساواة واستدامة وسلاما للجميع، لكن هذا التقدم في مجال التكنولوجيا الرقمية يجب أن يكون موجها نحو الخير، وفقا للأمين العام، مشيرا إلى أن خطته الجديدة للسلام تضع مسألة الوقاية في صميم جميع جهود السلام.

    وتدعو الخطة إلى تطوير أطر قوية تتماشى مع القانون الدولي وحقوق الإنسان ومـيثاق الأمم المتحدة، وتركيز الجهود من قبل جميع الدول لمنع امتداد وتصعيد الصراعات داخل الفضاء الإلكتروني.
     
    قمة المستقبل: فرصة لتعزيز التعاون
    أوضح الأمين العام أنطونيو غوتيريش أن تحقيق السلام والأمن في عالمنا المادي يتطلب مناهج جديدة للسلام والأمن في العالم الرقمي. وقال إن قمة المستقبل المقرر انعقادها في شهر أيلول/ سبتمبر المقبل تمثل فرصة بالغة الأهمية لتعزيز التعاون في مواجهة التحديات العالمية الحاسمة وإعادة تنشيط النظام متعدد الأطراف.

    وأضاف أن الميثاق الذي سينبثق عن القمة سيشكل فرصة محورية لدعم صون السلام والأمن الدوليين في الفضاء الإلكتروني.

    ومن بين الأولويات الأخرى، يهدف الفصل الثاني من الميثاق إلى إعادة تأكيد الإجماع العالمي بشأن حماية البنية التحتية الحيوية من ممارسات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الضارة، وخلق مساءلة معززة للتكنولوجيا القائمة على البيانات، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي.

    ومن ناحية أخرى، قال أنطونيو غوتيريش إن هيئته الاستشارية رفيعة المستوى المعنية بالذكاء الاصطناعي تعمل على استكمال تقريرها النهائي حول الكيفية التي يمكننا بها إدارة الذكاء الاصطناعي لصالح البشرية، في حين نتعامل مع المخاطر والشكوك المرتبطة به.
     
    الهجمات الإلكترونية والمعلومات المضللة
    تحدث في جلسة مجلس الأمن أيضا ستيفان دوغوين، الرئيس التنفيذي لمعهد "سايبر بيس"، وهو منظمة غير حكومية مستقلة في سويسرا، "تعمل على توفير الأمن السيبراني، مجانيا، للمنظمات غير الربحية الضعيفة، ومراقبة الجهات الفاعلة التي تشكل تهديدا، وتنشط في مجال الدعوة إلى اعتماد المعايير السيبرانية".

    وقال ستيفان دوغوين إن مشهد التهديدات المتطور يشكل اضطرابات تراكمية تؤثر على السلام والأمن الدوليين. وتشمل القضايا الرئيسية انتشار الجهات التي تشكل تهديدا في المجال السيبراني، خاصة منذ غزو روسيا لأوكرانيا عام 2022.

    وقال إن هذه الجهات الفاعلة تستهدف البنية التحتية الحيوية، وتنخرط في هجمات إلكترونية مدمجة مع المعلومات المضللة، وتستغل المخاطر الفريدة التي يتيحها الذكاء الاصطناعي. 

    وأضاف قائلا: "وثقنا أكثر من 3000 هجوم إلكتروني شنتها 127 جهة فاعلة في 56 دولة، مما أثر على 24 قطاعا حيويا للبنية التحتية. وتمتد هذه الهجمات إلى ما وراء حدود الدول المتحاربة، مما يؤثر على 70% من المنظمات المتضررة في الدول غير المتحاربة".

    المصدر: الأمم المتحدة


  •  
    جميع الحقوق محفوظة لمنظمة سام © 2023، تصميم وتطوير