إطلاق منتدى سفراء العدالة الانتقالية في اليمن
  • 21/08/2025
  •  https://dg.samrl.org/l?a5571 
    منظمة سام |

     

    في خطوة بارزة نحو تعزيز العدالة والمصالحة في اليمن، أعلنت رابطة أمهات المختطفين ومنظمة سام للحقوق والحريات، بدعم من معهد DT، عن إطلاق “منتدى سفراء العدالة الانتقالية”.
    جاء هذا الإعلان خلال ندوة افتراضية حاشدة جمعت نخبة من الخبراء الحقوقيين والناشطين والضحايا وممثلي المجتمع المدني، بهدف تسليط الضوء على أهمية العدالة الانتقالية كركيزة أساسية لبناء سلام دائم في البلاد.

    افتتحت الندوة، التي أدارتها القاضية إشراق المقطري، بالترحيب بالمشاركين والتأكيد على أن هذا الحدث يمثل نشاطًا طال انتظاره من قبل المهتمين بحقوق الإنسان وقضايا الضحايا في اليمن.

    رؤية المنتدى: صوت الضحايا في قلب العدالة

    أوضحت أمة السلام الحاج، رئيسة رابطة أمهات المختطفين والحائزة على جائزة المرأة الشجاعة الدولية، أن المنتدى هو “حلم تحقق” ومنصة وطنية مستقلة تهدف إلى تمهيد الطريق نحو سلام قائم على العدالة. وقالت: “طال الزمان أو قصر، سيأتي السلام، ويجب أن ترافقه عدالة انتقالية تجبر ضرر الضحايا وتحاسب المنتهكين”. وأكدت أن المنتدى سيعمل كفضاء جامع يضم الضحايا، والناشطين، والخبراء، وصناع القرار لتعزيز المساءلة والمصالحة المجتمعية.

    من جانبها، استعرضت الرابطة رؤية المنتدى وأهدافه بالتفصيل، موضحة أنه يطمح إلى “يمن يتعافى من مآسي الماضي عبر مسار عدالة انتقالية ينصف الضحايا ويرسخ مبدأ عدم الإفلات من العقاب”. وتشمل أهداف المنتدى الرئيسية رفع الوعي، ودعم الضحايا نفسيًا وقانونيًا، وممارسة المناصرة والضغط لتبني آليات العدالة، وتعزيز المصالحة المجتمعية.

    دور المجتمع المدني والنهج المرتكز على الضحايا

    سلط فراس حمدوني – مدير برامج اليمن في معهد DT، الضوء على الدور المحوري لمنظمات المجتمع المدني. وأشار إلى “تحالف ميثاق العدالة من أجل اليمن”، الذي يضم عشر منظمات يعمل على توثيق الانتهاكات وحفظ الذاكرة الجماعية. وأكد فراس أن العلاقة بين الضحايا والمجتمع المدني”لا تقوم على تضارب المصالح، بل على تلاقٍ كامل حول هدف إحقاق العدالة”، مشددًا على أهمية التوثيق والمناصرة وبناء الوعي لدعم مسار العدالة.

    من جهته، قدّم الدكتور عبيد العبيد، الخبير الدولي والمستشار في حقوق الإنسان، مداخلة عميقة حول “نهج العدالة المرتكز على الضحايا”. وأوضح أن الضحايا “ليسوا مجرد أرقام، بل هم أفراد وعائلات ومجتمعات تحمّلت أعباء الحرب”. وشدد على حقوقهم غير القابلة للتفاوض في معرفة الحقيقة، والوصول إلى العدالة، وجبر الضرر، وضمانات عدم التكرار. ودعا إلى تحويل الضحايا من “متلقين سلبيين للعناية إلى شركاء حقيقيين في صناعة العدالة”.

    العدالة الانتقالية ممكنة حتى في ظل النزاع

    أجابت نور البجاني، من المركز الدولي للعدالة الانتقالية، على السؤال الجوهري حول إمكانية العمل على العدالة الانتقالية أثناء الصراع، وأكدت أن ذلك ممكن وضروري، حيث يمكن البدء بخطوات تمهيدية مثل التوثيق، وتقديم الدعم للضحايا، وإنشاء منصات حوار مجتمعية، والمطالبة بمساءلة جزئية لردع مرتكبي الانتهاكات، واستشهدت بتجارب دولية مثل كولومبيا وسوريا، بالإضافة إلى المبادرات القائمة في اليمن، مؤكدة أن “العدالة الانتقالية ليست هدفًا مرحليًا، بل استثمار طويل الأمد في بناء السلام”.

    شهادة حية: صوت الضحية

    قدم ناصر إبراهيم، مدير مكتب حقوق الإنسان في محافظة عمران وأحد ضحايا الاعتقال التعسفي، شهادة مؤثرة عن تجربته الشخصية التي امتدت لقرابة ثلاث سنوات في السجن. وسرد الانتهاكات المتعددة التي تعرض لها من تهجير ومصادرة ممتلكات وإخفاء قسري، مؤكدًا أن “الضحية هو حجر الزاوية في العدالة الانتقالية”. وقال: “لا يمكن أن تكون هناك مصالحة وطنية حقيقية إذا لم تُعالج جراح الضحايا وتُسترد حقوقهم”.

    تفاعل ومستقبل واعد

    شهدت الندوة تفاعلًا واسعًا من الحضور الذين طرحوا أسئلة حول آليات عمل المنتدى، وكيفية ضمان مشاركة النساء والشباب، ودور المانحين، والتحديات التي تواجه تطبيق العدالة.
    وأكد القائمون على المنتدى أنه سيكون منصة مفتوحة ومستقلة عن أي أجندات سياسية، وسيعمل على بناء قدرات الضحايا ليكونوا قادة في مسيرتهم نحو العدالة.

    يُعد إطلاق “منتدى سفراء العدالة الانتقالية” بارقة أمل ونقطة تحول مهمة في مسار حقوق الإنسان في اليمن، حيث يفتح الباب أمام حوار وطني شامل يضع كرامة الضحايا وحقوقهم كأساس لا غنى عنه لأي سلام عادل ومستدام.

     


  •  
    جميع الحقوق محفوظة لمنظمة سام © 2023، تصميم وتطوير