تربط وسائل التواصل الاجتماعي الناس في جميع أنحاء العالم من خلال تزويد المستخدمين بوسيلة لمشاركة المحتوى، ولقد أصبحت بلا شك جزءًا من روتيننا اليومي.
وفي حين أن وسائل التواصل الاجتماعي لها فوائدها، فإن الاستخدام يعرض المستخدمين أيضًا لخطر متزايد من التهديدات الخطيرة لخصوصية بياناتهم. ومع ذلك، يميل معظم مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي إلى التقليل من أهمية هذه المخاطر. من المهم أن تعرف أن حقوق الخصوصية ليست تلقائية، وإذا لم تتخذ خطوات فعالة لحماية نفسك، فأنت بذلك تعرض نفسك لخطر المساس بسمعتك على الإنترنت.
لماذا يجب أن تهتم بخصوصية وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بك؟
يمكن أن تصبح أي معلومات تقدمها لمنصة وسائط اجتماعية عامة. حتى المنشور حسن النية والمخصص لمجموعة خاصة من الناس يمكن أن يساء تفسيره ومشاركته مع جمهور أكبر وتصبح فيروسية. بالإضافة إلى ذلك، يتم اختراق معلومات الحساب الخاص بشكل متكرر واستخدامها لأغراض شائنة.
لا تأتي المخاطر على خصوصية البيانات من الخارج فقط، إذ يمكن لمنصات التواصل الاجتماعي نفسها أن تعرض خصوصيتك للخطر. كانت هناك زيادة مطردة في الدعاوى القضائية ضد منصات وسائل التواصل الاجتماعي حول كيفية استخدامها واستثمار المعلومات الخاصة للمستخدمين، ولدى معظم عمالقة التكنولوجيا نوع من الدعاوى القضائية المعلقة المتعلقة بخصوصية البيانات. على سبيل المثال، تدافع ميتا Meta عن الادعاءات المتعلقة بأداة التتبع "Pixel" على فيسبوك، حيث يُزعم أن فيسبوك تلقى بشكل غير صحيح بيانات متعلقة بمستخدميه تم نقلها من مواقع المستشفيات. ويواجه تيك توك TikTok مزاعم بأنها تتبعت أنشطة مستخدميها وجمعتها على مواقع ويب تابعة لجهات خارجية عبر متصفحها داخل التطبيق، في انتهاك لقوانين التنصت على المكالمات الهاتفية وحماية المستهلك. كما تواجه Tinder وMatch دعوى قضائية جماعية تتعلق بمزاعم أنها خزنت بشكل غير صحيح واستخدمت فحوصات الوجه البيومترية لمستخدميها من خلال ميزة التحقق من الصور.
من الواضح أن المعلومات التي تشاركها على وسائل التواصل الاجتماعي ستشكل علاقاتك وآفاقك المهنية وسمعتك ومستقبلك.
كيف يمكنك حماية خصوصيتك على وسائل التواصل الاجتماعي؟
الطريقة الوحيدة لحماية نفسك تمامًا من مخاطر خصوصية وسائل التواصل الاجتماعي هي الامتناع عن استخدامها، لكن بالنسبة لمعظم الناس، هذا ليس حلاً واقعياً. إذن، ما الذي يمكنك فعله لمكافحة المخاطر التي تهدد خصوصية بياناتك بشكل فعال بينما لا تزال تستمتع بوسائل التواصل الاجتماعي؟
الخطوة 1: كن على دراية بمعلومات التعريف الشخصية التي تشاركها
يجب أن ينتبه مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي إلى نوع المعلومات التي يشاركونها مع الآخرين. أي معلومات تشاركها على وسائل التواصل الاجتماعي، حتى لو تمت مشاركتها مع شخص واحد أو مجموعة خاصة من الأشخاص، من المحتمل أن تصبح معلومات عامة. وكثيرًا ما يتم جمع المعلومات الشخصية من قبل أرباب العمل والصحفيين وأفراد إنفاذ القانون والمحامين والمسوقين، كما يتم جمعها أيضًا من قبل المتسللين ومجمعي البيانات ومواقع الأرشفة.
الخطوة 2: اختر طرق تسجيل الدخول الآمنة
يجب على مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي استخدام طرق تسجيل دخول آمنة. على وجه التحديد، يجب التفكير في اتخاذ الاحتياطات التالية:
- حدد كلمة مرور قوية وفريدة من نوعها
- تجنب استخدام نفس كلمة المرور لحسابات مختلفة
- قم بتحديث كلمات المرور القديمة
- قم بإعداد مصادقة ثنائية لتسجيل الدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعي وأجهزتك الخاصة
- تجنب تسجيل الدخول إلى حسابات وسائل التواصل الاجتماعي من الأجهزة العامة و / أو المشتركة
- يمكن لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا المساعدة في حماية معلوماتهم الخاصة من خلال استخدام شبكة افتراضية خاصة (VPN) والتي توفر اتصالا مشفرا يعزز أمن وخصوصية الإنترنت، وبالتالي، يمكن أن يساعد في حماية معلوماتك الخاصة.
الخطوة 3: اضبط ملف التعريف الخاص بك على "خاص"
غالبًا ما تمنحك مواقع التواصل الاجتماعي خيار تحديد من يمكنه رؤية معلومات ملفك الشخصي. سيؤدي تعيين ملفك الشخصي ومنشوراتك إلى الخصوصية إلى تقليل احتمالية أخذ معلوماتك واستخدامها من قبل الغرباء لأغراض شائنة.
الخطوة 4: لا تقبل طلبات الصداقة من الغرباء
أصبحت الحسابات المزيفة شائعة بشكل متزايد على مواقع التواصل الاجتماعي، ولذد، يجب على مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الذين يرغبون في حماية أنفسهم من مخاطر خصوصية البيانات الامتناع عن قبول طلبات الصداقة من الغرباء.
الخطوة 5: مراجعة أذونات حسابك وتقييد الوصول إلى التطبيقات الخارجية
يجب على مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي توخي الحذر الشديد قبل منح أي تطبيق تابع لجهة خارجية حق الوصول إلى حسابك. يتم إنشاء تطبيقات الطرف الثالث بواسطة مطورين خارجيين للتكامل مع منصة وسائط اجتماعية، وعلى الرغم من أن هذه التطبيقات يمكن أن تجعل تجربة الوسائط الاجتماعية أكثر إمتاعًا، إلا أن استخدامها قد يؤدي إلى مخاطر شديدة على خصوصية بياناتك، فعندما تستخدم تطبيقًا تابعًا لجهة خارجية مع حساب الوسائط الاجتماعية الخاص بك، فإنك تمنح هذا التطبيق إذنًا للوصول إلى البيانات واستخدامها وجمعها من حساب الوسائط الاجتماعية الخاص بك، وإذا تم اختراق التطبيق، فسيحصل المتسلل أيضًا على إمكانية الوصول إلى الحسابات المرتبطة.
يجب على مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الذين يرغبون في زيادة حماية الخصوصية على وسائل التواصل الاجتماعي التحقق من قائمة التطبيقات التي يقومون بتسجيل الدخول إليها من خلال موقع الوسائط الاجتماعية هذا وإلغاء أذونات الوصول.
الخطوة 6: قم بإيقاف تشغيل بيانات الموقع
تبث بيانات الموقع وعلامات الموقع الجغرافي و"تسجيلات الوصول" لوسائل التواصل الاجتماعي موقعك الدقيق في وقت معين. عندما تُخطر الآخرين بموقعك الفعلي، فإنك تخبرهم بمكانك. وحتى إذا لم تضع علامة على موقعك بالضبط عند النشر على وسائل التواصل الاجتماعي، فقد تظل صورتك أو رسالتك تحتوي على معلومات أساسية حول موقعك قد تساعد الآخرين في تتبعك. يجب عليك أن تفكر أيضًا في نشر الصور بعد عودتك من حدث أو رحلة والامتناع عن نشر التفاصيل المتعلقة بالموقع.
الخطوة 7: كن حذرًا من مخططات التصيد الاحتيالي
مخططات التصيد الاحتيالي هي اتصالات احتيالية من مهاجمين إلكترونيين مصممة لخداع المتلقي للكشف عن معلومات شخصية حساسة، وعادة ما تأتي هجمات التصيد على وسائل التواصل الاجتماعي في شكل رسالة مباشرة، ولكن يمكن أن تتخذ أشكالًا أخرى، علي سبيل المثال: ترسل لك علامة تجارية رسالة على إنستغرام Instagram وتذكر أنها تريد أن ترسل لك منتجًا مجانيًا في مقابل عروضك الترويجية على وسائل التواصل الاجتماعي لمنتجها، ويوجهونك للنقر فوق ارتباط يحتوي على برامج ضارة، ومن ثم يتم تنزيل البرامج الضارة على جهاز الكمبيوتر الخاص بك، ويقوم المهاجم بسرقة معلوماتك الحساسة.
الخطوة 8: فكر في الانعكاسات المحتملة قبل نشر أي محتوى
المنشورات التي يتم إنشاؤها من ملفات التعريف الخاصة والرسائل المباشرة وتطبيقات المحتوى "المختفية" مثل سناب شات Snapchat ليست خاصة حقًا، إذ يمكن نسخ أي شيء تقدمه إلى موقع التواصل الاجتماعي ومشاركته وإتاحته للعامة. بمجرد انتشار المحتوى، قد يصبح من الصعب، إن لم يكن من المستحيل إزالته، وعليه، يجب على مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي التفكير في الانعكاسات المحتملة قبل نشر أي محتوى، والامتناع عن الإدلاء بتصريحات قد تحفز الآخرين على نشر معلومات خاصة.
على الرغم من عدم قدرة أي مستخدم لوسائل التواصل الاجتماعي على حماية نفسه بشكل كامل من أي هجوم إلكتروني، إلا أنه يمكنك مكافحة المخاطر بفاعلية من خلال تطبيق ممارسات آمنة لوسائل التواصل الاجتماعي.
المصدر: JD Supra | ترجمة بتصرف
مشروع #الحقوق_الرقمية في #اليمن
#اسبوع_خصوصية_البيانات
#DataPrivacyWeek